مقدمة المؤلف رحمه الله قال العبد الضعيف الخامل المتواري صديق بن حسن بن
علي القنوجي البخاري ختم اللّه له بالحسنى : الحمد للّه ربّ العالمين وصلى اللّه
على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطاهرين وصحبه الراشدين. وبعد : فهذه
الآيات التي يحتاج إلى معرفتها راغب في معرفة الأحكام الشرعية القرآنية ، وقد قيل :
إنها خمسمائة آية ، وما صح ذلك ، وإنما هي مائتا آية أو قريب من ذلك. وإن عدلنا
عنه وجعلنا الآية كل جملة مفيدة يصح أن تسمى
كلاما في عرف النحاة ، كانت أكثر من
خمسمائة آية. وهذا القرآن من شكّ فيه فليعد. ولا أعلم أن أحدا من العلماء أوجب
حفظها غيبا ، بل شرط أن يعرف مواضعها حتى يتمكن عند الحاجة من الرجوع إليها ، فمن
نقلها إلى كراسة وأفردها كفاه ذلك. ولم أستقص فيه نوعين من آيات الأحكام
: أحدهما : ما مدلوله بالضرورة كقوله سبحانه وتعالى : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ
وَآتُوا الزَّكاةَ [سورة البقرة : آية 43] للأمان من جهله ، إلا أن تشتمل الآية من
ذلك على ما لا يعلم بالضرورة بل بالاستدلال ، فأذكرها لأجل القسم الاستدلالي منهما
كآية الوضوء والتيمم. وثانيهما : ما اختلف المجتهدون في صحة الاحتجاج فيه على
أمر معين وليس بقاطع الدلالة ولا واضحها ، فإنّه لا يجب على من لا يعتقد فيه دلالة
أن يعرفه إذ لا ثمرة لإيجاب معرفة الاستدلال به ، وذلك كالاستدلال على تحريم لحوم
الخيل بقوله تعالى : لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً [سورة النحل : آية 8] وهذا لا تجب
معرفته إلا على من يحتج به
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق