الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

 
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻟﺸﺪﺓ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻭﺳﻬﻮﻟﺘﻬﻤﺎ ،
ﻓﺈﻥ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ؛ ﻛﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ، ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺀ ، ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻌﺮﻳﻀﺎ ﻭﺗﺼﺮﻳﺤﺎ ، ﻭﺣﻜﺎﻳﺔ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺒﻐﻀﻪ ، ﻭﻣﺪﺡ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻪ ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺘﺘﻔﻖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻭﺗﻴﺴﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ، ﻓﻴﻀﻌﻒ ﺍﻟﺼﺒﺮ .
ﻭﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﺘﺎﺩﺓ ﻟﻠﻌﺒﺪ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﺘﻮﺭﻉ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﺣﺮﻳﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺨﻠﻖ ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ.
(ﻋﺪﺓ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ) ﺹ ١٢٦ - ١٢٧

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حقوق الموقع متاحة للإستفادة والإفادة نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلآص والمتابعة