الفرق بين الإبتلاء والعقوبة :
وهناك علاماتٌ يستطيع المسلم أن يُفرق بها بين الإبتلاء والعقوبة :
1 – الإبتلاء يقع مع الإيمان والإستقامة على المنهج ، واشتداد الإبتلاء في هذه الحال دليلٌ على شدة الإيمان وقوته ، ولذلك فإن الأنبياء أشد الناس بلاءً ، ثم الأمثل فالأمثل .
أما العقوبة فسبب وقوعها الذنوب والمعاصي والإنحرافُ عن المنهج ، وكلما زادت الذنوب والمعاصي ، وكبرُ حجم الإنحراف ، اشتدت العقوبة .
2 – الإبتلاء علامةٌ على حب الله للعبد ورضاه عنه ، بينما العقوبة إشارةٌ إلى غضب الله وعدم رضاه عن العبد.
3 – الإبتلاء طريق للإمامة والتمكين ، بينما العقوبة حرمانٌ من ذلك ، قال
تعالى عن إبراهيم عليه السلام : { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ
بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا
قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } (أية 124 سورة البقرة ).
فإبراهيم عليه السلام جُعل للناس إماماً ،
لأنه نجح في كل ما ابتليَ به وامتُحن ، بينما الذين يفشلون في ذلك
يُحرَمون هذه الإمامة ، ولا ينالون ذلك العهد ، قال تعالى : { قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }
(أية 124 سورة البقرة ).
4 – الإبتلاء يهدف إلى جمع كلمة الأمة ، وتمتين الروابط فيما بينها ، أما العقوبة فقد تكون سبباً في تشتيتها ، وضرب قلوب أفرادها بعضها ببعض ، وزيادة العداوة والبغضاء بين أفرادها .
قال تعالى : { فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }
قال تعالى : { فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }
( أية 14 المائدة ).
كتاب : البيان من قصص القرأن .
لفضيلة الشيخ أبو إسلام صالح بن طه عبد الواحد
- حفظه الله -
0 التعليقات:
إرسال تعليق